فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
إسمها فاطمة ،ولقبها الزهراء ،إسم له في التاريخ رنين ، إنتسبت إليه أسر فعرفوا بين الناس بالأشراف ، وإقترنت به دول فسموا أنفسهم بالفاطميين .
أبوها محمد رسول الله وكفى .....
وأمها خديخة بنت خويلد وحسبك....
وزوجها علي بن طالب ، وحفيد عبد المطلب ، ونجيب هاشم ، وفتى قريش ،وفارس الإسلام ..
وإبناها الحسن والحسين ريحانتا رسول الله ،وسيدا الشباب أهل الجنة .
وهي وزوجها وابناها خاصة النبي ، وأقرب الناس إليه ،وأعزهم عليه .
روى مسلم أنه حين نزلت هذه الأية : {فقل تعالوا ندع أبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسناوأنفسكم}: اللهم هؤلاء أهلي "..
أخرج الترمذى عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل على الحسن والحسين وعلى وفاطمة كساء وقال *اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي ، أذهب عنهم الرجس ، وطهرهم تطهيرا *
*ميراث وتربية :
الخطوط العريضة لمزاج الإنسان وتفكيره ترسمها يد القدر ، عن طريق العوامل الوراثية التي تنقل إليه من أبويه وأجداده ، ما قدر له من خلقه وخلقه .
والخطوط المفصلة لخلقه وسلوكه وشخصيته كلها تؤثر فيها إلى حد كبير ، البيئة التي يعيش فيها ، وبخاصة البيت الذي يضمه في صغره ... أي أمه وأبوه .
هذا ما قررته علوم الحياة والنفس والأخلاق والإجتماع.
وهونفس ما قرره الدين من قبل ، حين إعترف بأثر الوراثة ،فقال: "تخيروا لنطفكم.." .
وإعترف بأثر البيئة فحذر من المرأة الحسناء في المنبت السوء.
وقد تهيأ لفاطمة من المواريث الأسرية أعزها وأغلاها،ومن البيئة ،أشرفها وأنقاها .
وما ظنك بفتاة ورثت عن آبائها وأمهاتها ما شاء الله لها من مجادة قريش، وأريحية هاشم ،وسؤدد عبد المطلب،
وطهارة عبد الله ، ومكارم محمد ، وفضائل خديجة بنت خويلد، وآمنة بنت وهب؟
وما ظنك بفتاة تولد في بيت يعمره الحب، وظلله الصفاء ، بين أب يقلب في قومه بالأمين ،وأم تلقب في أترابها بالطامرة ، هذا سيد شباب قريش ، وتلك سيدة نساء قريش ؟!
ولدت فاطمة قبيل البعثة بزمن إختلفت في تحديده الروايات : خمس سنوات أو أقل أو أكثر ؟ المهم أنها ولدت في تلك المرحلة التي كان القدر يعد فيها أباها لتلقى أعظم رسالة في والوجود: مرحلة التأمل العميق، والتعبد الطويل ، والخلوة في غار حراء كل عام ، وفي تمام الأربعين أوحي الله إليه ، وبعثه إلى الناس كافة ، وإلى قومه خاصة في حجر الرسالة ، وكأنما كانت تكبر مع الدعوة ، وتنمو مع إنتشارها .
شهدت أباها *واعية أو غير واعية* يدعو إلى دينه سرا ، ثم ينذر عشيرته الأقربين ، ثم يصدع بأمر ربه الوطيس بينه وبين فيسفه أحلامهم ، ويهزأ بأصنامهم ، ويضلل آباءهم ، فيعنفون عليه في الخصومة ، ويناصبونه العداء ، ثم يدخل الشعب ، فتدخل معه ومع أمها وأخواتها ، وتذوق مرارة الجوع ، وتحس ألم المقاطعة والحرمان ، ويتجرع كئوس الأذى في نفسه وأصحابه ، بالقول السيئ تارة ، وبالفعل القبيح طورا.
ترى الفتاة كل هذا ، وتحسه ، وتلمسه ، ويفعل ذلك في قلبها فعل التيار الكهربائي في الأسلاك ، وتسهم في درء الأذى عن أبيها ، حينا بيديها ، وأحيانا بدموع عينيها !!
وماذا تملك جويرة صغيرة لأب عطوف يؤذى أمام سمعها وبصرها ، إلا عبرات تذرفها ؟
كان عليه السلام يلصى يوما بالكعبة * وبعض سفاء المشركين جالسون * فانبعث أشقاهم فأتى بسلا جزور فألقاها عليه، فلم يزل ساجدا حتى جاءت فاطمة فأزالت عنه الأذى .
وكان أم جميل إمرأة أبي لهب تلقى الأقدار والنجاسات أمام بيته ، فيزيلها في هدوء ومعه فاطمة تحاول أن تعيد إلى المكان نظافته وطهارته .
ولقيه مرة سفهاء قريش ، فرمى على رأسه ترابا ، فرجع إلى بيته والتراب ، فقامت إليه فاطمة فجعلت تغسل عند التراب وهي تبكي * وأشق شىء على نفس الأب يرى دموع بنيه الصغار ، وأشق منها أن يرى دموع بناته الصغيرات ، وأشق من هذا وذاك أن تكون هذه الدموع من أجل الأب نفسه *فما أن رأى النبي الكريم دموع إبنته على خديها حتى حتى ثبت فؤادها ، وقال لها مبشرا : لا تبكي يا بينة ؛ فإن الله مانع أباك .
وظلت الرحى دائرة بين النبي والمشركين ، إيذاء من جانبهم ، وإصرار من جانبه ، حتى كانت الهجرة إلى المدبنة ، حيث هاجر ومعه أبو بكر ، ثم بعث زيد بن حارثة وأبا رافع إلى مكة ليآتيان بأهله ، ففعلا ، وقدما عليه المدينة بزوجته سودة بنت زمعة ، وإبنتيه فاطمة وأم كلثوم ،وإستقر بهم المهام في الدار الجديدة للإسلام .
《 أخوكم يوسف: يتبع"》
تعليقات
إرسال تعليق