الوباء بين حقائق العلم ووحي السماء






مع كل التقدم الباهر في سرعة الكشف المبكر والتنبؤ بظهور اﻷوبئة نجد العالم في اﻵونة اﻷخيرة قد داهمته عدة أوبئة لها جذورها التاريخية منذ القدم مثل الجذري، الطاعون، اﻹنفلونزا ومنها اﻹنفلونزا اﻹسبانية، والانفلونزا الاسيوية، وانفلونزا هونج كونج، والانفلونزا الروسية، الانفلونزا الموسمية، وانفلونزا الطيور، وانفلونزا الخنازير وهو الذي ظهر منذ أبريل 2009 وانتشر سريعا مما حذرت منه منظمة الصحة العالمية واعتبرته من النوع 6 من حيث الخطر مما أدى إلى الخوف والرعب بين الاوساط العلمية والمنظمات الدولية قاطبة وشعوب العالم خصوصا بعد معرفة التركيب الجيني للفيروس المسبب لهذا الوباء والذي يعتبر فريدا من نوعه بهذا التركيب العجيب إذ يحتوي الفيروس على جينات متداخلة من أربع فيروسات وهي فيروس انفلونزا الخنازير في أمريكا والمكسيك وفيروس انفلونزا الخنازير في أوراسيا (آسيا وأوروبا) وفيروس انفلونزا اﻹنسان وفيروس انفلونزا الطيور باﻹضافة إلى قدرته إلى التحول من وقت ﻵخر وقدرته على إحداث وفيات بين المصابين به.

أوبئة الطاعون اﻷسود:

هو المرض الذي تسببه بكتيريا يارسينبا بستس Yarsinia Pestis وتنتقل لﻹنسان عن طريق البراغبث من الفئران المصابة. بدأ هذا الوباء في وسط آسيا من الصين ووصل إلى القوقاز في سنة 1346 وانتشر في حوض البحر المتوسط واروبا وقت ﻻ من الاروبيين من 30-60 % أي حوالي من 25-50 مليون وقلل عدد سكان العالم من 450 مليون إلى 375 مليون في عام 1400 وقتل 75 مليون على مستوى العالم في ذلك الوقت وقد ظهر المرض على فترات من جيل إلى جيل حتى تم تسجيل أكثر من 100 طاعون منه حتى إلى عام 1721 والاوبئة التي سجلت منه على مستوى العالم حتى وقتنا هذا تشير إلى ذهابه ومجيئه كما أخبر بذلك الصادق اﻷمين محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه ما زال موجود في اﻷرض رغم استخدام العديد من المضادات الحيوية وهذا يصدق قوله صلى الله عليه وسلم (بقي منه في اﻷرض شيئ).
أوجه الاعجاز العلمي في الحديث:

إن كل كلمة من كلمات هذا الحديث وكل جملة فيه فيها اعجاز علمي واضح الدلالة وهي مجملة في اﻵتي:

أولا: أن الوباء رجز أي عذاب.

ثانيا: أن الوباء أهلك الله به اﻷمم قبلنا.

ثالثا: أن الوباء بقي منه شيئ في اﻷرض مما يدل هلى خلوده غي الطبيعة.

رابعا: أن الوباء يجيء أحيانا ويذهب أحيانا.

خامسا: بيانه صلى الله عليه وسلم لكيفية الوقاية من الوباء ومنع انتشاره.

وكل هذه اﻷشياء المستفادة من كلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي من مخاض العلوم الحديثة التي ظهرت في القرن العشرين حيث لم تكن معروفة من قبل وهذا من باب الاعجاز العلمي في هذا الحديث إذ كيف يتأتى لنبي أمي ليس عنده من هذه العلوم شيئا ولا كانت معلومة في زمانه أن يتكلم عن الوباء ونزوله وكيفية انتشاره وخلوده وبقائه وذهابه ومجيئه أحيانا بشكل متطابق لما اثبتته العلوم الحديثة.

كل هذا يدل على صدق رسالته صلى الله عليه وسلم وأن هذا الحديث هو وحي أوحاه الله عز وجل إلى نبيه صلى الله عليه وسلم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المستشرقين الغربيين والتعريف بالتاريخ الإسلامي

طاقتك وقدرتك