الإعجاز العلمي في سياق قصة أيوب عليه السلام
إن كل إنسان يتقلب بين حالين، إما عطاء وإما بلاء، وله أمام هذين الحالين حالان، إما الشكر وإما الكفر.. وأيوب عليه السلام دخل التجربة من بابيها.. باب العطاء وباب البلاء، أعطاه الله فكان شاكرا، وابتلاه الله في جميع مقومات كيانه، فكان صابرا (إنا وجدناه صابرا).
لقد وهب الله تعالى ﻷيوب عليه السلام . الرزق الواسع من اﻷموال واﻷولاد والزروع والثمار والحرث، ثم ابتلاه الله في ذلك كله حتى ذهب عن آخره، ثم ابتلاه في جسده ابتلاء عظيما لازمه سنوات طويلة، وهو صابر محتسب شاكر ولم يقنط ولم ييأس يوما من رحمة الله، وقد انفض عنه أهله وأحبابه وأصدقاؤه، ولم يبقى إلى جواره إلا زوجته الوفية المخلصة تقوم على رعايته، وتنهض بخدمته وتنفق عليه وعلى نفسها مما تحصل عليه من أجر زهيد مقابل خدمتها الناس.
وظلت تلك المحن العظيمة والشديدة ملازمة ﻷيوب عليه السلام ثمانية عشر عاما، حتى استجاب الله دعاء نبيه وأبدله خيرا مما فقد منه، وكان الوسام اﻹلهي العظيم والنعت الرباني الخالد ﻷيوب عليه السلام، عندما وصفه بقوله (نعم العبد إنه أواب).
اﻹعجاز اﻷخلاقي في أدب أيوب:
في نداء أيوب ربه وما فيه من الدعاء نلمس حسن أدب أيوب عليه السلام في دعائه، فعلى الرغم من شدة اﻹبتلاء الذي أصابه فإنه عبر عن ذلك بالمس في قوله:(مسني) والمس هو اﻹصابة الخفيفة، فكل تلك اﻷمراض وما لها من آلام نفسية وجسدية بدت آثارها ضئيلة أمام صبر أيوب واحتماله وعدم جزعه، ويعيننا هذا على تخيل فظاعة تلك المحن واﻹبتلاءات فكلمة (الضر) في قوله: (مسني الضر) بفتح الضاد: تعني الضرر في كل شيئ، أي الضرر العام، والضر العام بضم الضاد خاص بما يصيب النفس من مرض وهزال، والتعريف هنا أفاد أن جنس اﻹبتلاء الذي يصيب النفس قد استقر في جسد أيوب عليه السلام وكأن كل اﻵلام قد حلت في بدنه ولكنه على الرغم من كل ذلك فإنه قد إكتفى في دعائه بعرض حاله، ولم يصرح في دعائه بطلب رفع البلاء، ولم يقترح على ربه تأدبا معه، وإنما كنى عن ذلك بقوله:(وأنت أرحم الراحمين). فقد وصف ربه بغاية الرحمة بعدما ذكر من حال نفسه ما يوجبها، وصيغة التفضيل هنا (أرحم) تنعدم فيها المفاضلة ﻷن رحمته سبحانه وتعالى لا تدانيها رحمة مخلوق، والمراد بالتفضيل (أرحم) أنه سبحانه بلغ في الرحمة أكمل درجاتها.
أمر الله تعالى ﻷيوب عليه السلام أن يغسل بدنه بالماء البارد ويشرب منه ﻹزالة السوء منه ويقول: (أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب). وأثبت العلم الحديث أن اﻹستحمام بالماء البارد له فوائد صحية كثيرة منها:
**علاج لمرضى سرطان الثدي قفد اثبتت دراسة ألمانية أن الذين خضعوا للعلاج في المياه الباردة لمدة أربعة أسابيع إرتفعت لديهم مستويات المقاومة للمرض.
**ينبه الجهاز العصبي مما يساعد على سرعة ردود اﻷفعال.
**تنشيط الجسم وزيادة تدفق الدم حيث يعمل الماء البارد على إنعاش الجسم بحيث تعمل الدورة الدموية بكفاءة وبشكل تام، وبالتالي تنشيط عضلة القلب وتقويتها.
**ينبه الجهاز العصبي مما يساعد على سرعة ردود اﻷفعال.
**تنشيط الجسم وزيادة تدفق الدم حيث يعمل الماء البارد على إنعاش الجسم بحيث تعمل الدورة الدموية بكفاءة وبشكل تام، وبالتالي تنشيط عضلة القلب وتقويتها.
**تنشيط غدة البنكرياس وزيلدة إفراز هرمون اﻷنسولين في الدم مما يساعد على سرعة إحتراق السكر في الدم.
**يقلل من اﻷلم ﻷنه يساعد الجسم على إطلاق هرمون اﻹندورفين القاتل لﻷلم كما يحسن المجاز وينشط اﻷعصاب الحسية في الدماغ.
**تقوية جهاز المناعة ومقاومة اﻷمراض ومن هنا نجد أن كبار السن اﻷصحاء في شرق آسيا يستحمون في بحيرات باردة تصل إلى درجة التجمد فبهذا هم يزيدون من مناعة أجسادهم ويحسنون من أداء أعضاء أجسامهم الداخلية.
**زيادة نشاط الغدة الدرقية التي تساعد في سرعة عملية التمثيل الغذائي وإنتاج الطاقة البديلة المستنزفة في النشاط مما يؤخر ظاخرة التعب والشعوربه.
**تقليل تورم الجسم وشد البشرة ومنع التجاعيد.
الوسيلة كانت بالماء البارد الذي اغتسل أيوب فبظيه وشرب منه فكان الشفاء بإذن الله وهذا ما تراه عيناك في قوله تعالى:(اركض) والركض: الضرب في اﻷرض بالرجل وجاء قوله: (برجلك) لزيادة تأكيد الفعل وبيان معناه.
وبعد... فهذه كانت قصة أيوب عليه السلام كما صورها البيان القرآني، فيا أيها المبتلون الراضون الصابرون أبشروا برحمة ربكم وكرامته، وحبه لكم، فإن الله تعالى إذا أحب عبدا ابتلاه فإذا صبر اجتباه كما ورد غي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.، وإياكم والجزع فإنه يحبط اﻷجر، ويخرج المبتلي من دائرة الصبر.
تعليقات
إرسال تعليق