إستراتيجية الإتصال المطلق

عاجلا أم أجلا سوف تقابلك تحديات ،حتى الأن ، قمت بتزويدك بالأدوات التي تمكنك من التحكم في إنفعالتك ، وتركيز ،والإدراك ،والتميز ، نسبة إلى ذاك التحدي بعينه الذي ينتظرك ....كذلك قدمت لك مفاهيم الإتصال التي سوف تساندك في توجيه طاقتك نحو تحقيق هدفك، وتساعدك على تجنب الوقوع في فخ المشكلة الإطارية ، وفي الباب السابق قمنا بالتركيز على الأنظمة التمثيلية ، والتأكيدات اللغوية وإستراتيجيات بناء العلاقة الإنسانية ،
كما قال {كولييه} لا يوجد شيء أنت عاجز عن نيله ..سوف أعطيك المزيد لتحصل على المزيد ...سوف نبدأ بإستراتيجية حل المشاكل ..سوف تتعلم كيف تفضل ذاتك على مشكلة معينة .سوف تتعلم كيف تساير وتطيب خواطر أشخاص غاضبين ، وتجعلهم يركزون على الحل بربطهم بانفعالهم الإيجابية ...هكذا تكون أوصلتهم إلى النتيجة المنشودة .
تجد في الصفحة التالية جدولا يعطيك الصورة الشاملة لاستراتيجية حل المشاكل ، بعد أن تكون قد ركزت على الكلمات الرئيسية ، وسوف أشرحها بالتفصيل أحبابي في الله   ... فيما يلي:
            ◀جداول إستراتيجية حل المشاكل ▶
                                   1- الفصل
                              2-إبطال الإنفعال السلبي
                              3- التركيز على الحل
                         4-  الربط بانفعالات إيجابية
-الفصل
خد مثلا مشاهدي أفلام الأشباح والرعب الجالسين أمام شاشة التلفاز في وقت متأخر من الليل ... أثناء إنقطاع متعمد واحد على الأقل في البرنامج التلفزيوني للإعلان والدعاية ، تجدهم يذهبون إلى الحمام ، ومعظمهم ينظرون حولهم في رعب .... وما هو أسوء لا يجرءون على النظر في المرآة خوفا من ظهور شبح ، أو وحش ما يتقدم من ورائهم ..ومن أجل إبعاد تخيلاتهم الوهمية المخيفة ، يتركون أنوار منازلهم مضاءة طوال الليل في جميع الغرف ...وعلى صعيد آخر يضحك أشخاص آخرون ويسخرون من تفاهة ورخص الفيلم دون الشعور بأي شيء .
شاهدت مع عائلتي يوما ما فيلم {تيتانيك} كانت أختيي الصغيرة ، تبكي وأخي يضحك .. قد تتساءل عن سبب ردود الفعل المتباعدة تلك، فقد إرتبطت" أختي"ذهنيا  بالفيلم ، وشاركت فيه بكل مشاعرها ووجدانها .. من ناحية أخرى ، ظل أخي منفصل كليا عن الأحداث الفيلم، وسخرت أختي من أخي مما تسبب في نقاش بينهما ، وقال لها إنها مجرد عواطف ، بينما وجدت هي الفيلم يستحق ذلك.
تزيد مشاهدة الأفلام السنمائية الناس توريطا في الأحداث بسبب حجم الصوت العالي ، والنظارات الثلاثية الإتجاهات ، وعليه فإن أحداث الأفلام مهيأة لتسبب ردود أفعال ملحوظة لدى المشاهدين .
هنا يلعب دور الفصل .... بإستخدام الرابط على النحو الذي تم نقاشه في نهاية الباب الثاتي ، سوف تسترد التحكم في ذاتك ..إذا إنقضى وقت طويل منذ قراءتك الأخيرة له ، أعد قراءته وإذا لزم الأمر ،كرس رابطا جديدا وأطلق عليه رابط التحكم في الذات عقب ترسيخ هذا الرابط مرنه . إبحث عن مكان مريح لن يزعجك فيه أحد لمدة 20 دقيقة على الأقل ، إجلس وتنفس عميقا ، أغمض عينك وتخيل أنك في حالة تحد ... تخيل أنك تستخدم رابطك ، وتفصل ذاتك عن الموقف الصعب شاهد نفسك في وضع المسيطر المطلق على الموقف.
إبطال الإنفعالات السلبية
إن التعامل مع أشخاص العصبين يعني : التعامل مع إنفعالاتهم ، إبدأ دائما بالتعامل مع إنفعالات قبل اللجوء إلى المنطق لأن مشاعر الناس في معظم الأحيان شديدة السلبية، فهي لا تترك مجالا للحديث المنطقي .إن المفتاح في التعامل مع الإنفعالات هو إبطال مفعولها ... وتحقيق ذلك، خذ علما بالمشكلة ، تعاطف أشعر مع الشخص وشاطره همومه .
وأخذ العلم يعني تجعل الآخرين يحسون أنك تسمعهم وتتفهم أوضاعهم تماما ، وهذا بالفعل يولد الكلمة المؤثرة في هذه المرحلة.
هنالك فرق بين التعاطف مع الشخص ومشاطرة هموهه .والكلمتان مشتقتان من الإغريقية ؛ ففي التعاطف تقول : أنا أفهمم.. وفي المشاطرة تقول : أناأشعر تماما بما تشعر به ...
يفضل البعض كلمة :"أنا أوافقك :" قد تجد هذه الكلمة تحصر خياراتك ، ومن الممكن أيضا إستخدامها ضدم في حدة النقاش ..إذا قلت :"إني أدرك وجهة نظرك " وأدرك ما تقوله : فإنك لست مضطرا أن توافق وتترك الباب مفتوحا يمكنك القول أيضا : إني أدركك تماما ، وإليك ما أفكر به "
تذكر أن تبقى دائما الى الحياد ، مهما يكن الثمن .. فالحياد هو الطريق الوحبد للبقاء بعيدا عن الأزمة ، وإبطال مفعول الإنفعالات.
-ركز على الحل
ركز على الحل مستخدما إحدى الإستراتجيات التالية:
المساهمة : دع الأشخاص يشاركون في عملية الحل ، وإسألهم : *كيف تحبون أن يحل هذا الموقف ؟" سوف يأخذ السؤال التركيز نحو الحل القادم ، ويبعده عن الفخ الإنفعالات السلبية ...يلقى أسلوب المساهمة نجاحا ملحوظا مع الأشخاص الميالين للتحليل الذهني، والمهتمين بالتفاصيل .
الإنفراد في الحل :تحمل مسؤلية الموقف بأكمله، إعرض حلولا للأزمة ... إن مفهوم الإنفراديى في الحل يتماشى مع ما نسميه أنماط السلوك الثورية والمتفجرة.
يشعر الأفراد الثوريون أن لا أحد يستمع إليهم ، وأنهم لا يصلون إلى أية نتيجة ...لا عجب في أنهم يزدادون غضبا وثورة ، وتتراوح ردود فعلهم بين الصراخ والصياح والقذف بالأشياء ..وسر التعامل مع هذه الفئة والسلوكية هو إستعمال إستراتيجية الإنفراد بالحل ... وتكلم بسرعة ..الثوريون يربدون حلا فوريا للأزمة ! قل أشياء مثل "إني هنا لمعالجة هذا الموقف الأن"، وسوف أفعل ذلك بسرعة" من هنا تحرك نحو الحل ؛ حيث إن الثوريون يريدون رؤية نتائج فورية.
والأفراد المنفجرون مثل الثوريون ، يريدون حل الأزمات فب الحال ، ويريدون أيضا أن يشعروا بالتقدير ... قد تقول الأم المنفجرة الغاضبة من إبنها :"إني أتحمل كل شيء مى أجلك ، وأنت لا تبالي"وهي في الواقع تريد سماع شيء مثل " أعرف ، ولك خالص تقديري :" ثم أذخل كلمة "الأن" في الجملة بغية تبليغ معنى فورية الحل .
-الرابط بالإنفعالات الإيجابية
عقب إيجاد الحلول ، تأتي مرحلة ربط الناس بإنفعالاتهم الإيجابية بعح نقاش حاد قد تقول زوجة لأخرى :إني حقا أقدر ما فعلت ، أريدك أن تعرفي أنك موضع عنايتي :"إن ربط الناس بانفعالتهم الطيبة ؛ يترك أثرا دائما .
               《   أحبابي في الله أخوكم يوسف》

https://m.facebook.com/profile.php?id=333013343566700 شاركو في صفحتي على الفايس بوك

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طاقتك وقدرتك

الاسلام وحقائق الوراثة والحمض النووي

الوباء بين حقائق العلم ووحي السماء