وفاة خديجة ووفاء رسول الله عليه السلام

في السنة العاشرة من البعثة ، وقبل الهجرة بثلاث سنين شاء القدر الذي يبتلى الناس قدر دينهم أن يختطف من الرسول زوجة الحبيبة خديجة التي كانت له -كما قال إبن هشام -وزير الصدق على السلام .
وقبلها بقليل مات ساعده الأيمن عمه أبو طالب ، تلك كانت ملاذة في الداخل ، وهذا كان عضده وناصره في الخارج ، فكان هذا المصاب بعد ذاك جديرا أن يترك في نفس النبي أثرا عميقا جعله يسمى هذا العام الحزن .
ماتت خديجة ولكن ذكراها لم تمت في نفس الرسول الله ، لقد ظل وفيا لها طوال حياته : يحن لذكراها ويهش لأهلها ويكرم صديقاتها ، حتى إن عائشة أحب أزواجه إليه بعدها لتغار منها في قبرها ؛ قالت كان رسول الله لا يكاد يخرج من البيت حتى يدكر خديجة فيحسن الثناء عليها ، فذكرها يوما من الأيام فأخذتني الغيرة فقلت ، هل كانت إلا عجوزا قد أبدلك الله خيرا منها ؟
فغضب حتى إهتز مقدم شعره من الغضب ، ثم قال : لا والله ما أبدلني الله "منها " أمنت بي إذ كفر الناس ؛ وصدقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمنى الناس ، ورزقني الله منها الولد دون غير من النساء !! قالت عائشة : فقلت في نفسي : لا أذكرها بعدها بسيئة أبدا .
رحمها الله ، ورضي عنها ، وجزاها عن نبيه ودعوته خير ما يحزي الصديقات ...
                               》أخوكم يوسف 》

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المستشرقين الغربيين والتعريف بالتاريخ الإسلامي

الاسلام وحقائق الوراثة والحمض النووي

طاقتك وقدرتك